تغيير استراتيجي.. عودة المحتوى السياسي إلى إنستاجرام وثردز: ما الذي تغيّر؟

شهدت منصتا إنستاجرام وثردز، التابعتان لشركة ميتا، تغييرات ملحوظة فيما يتعلق بعرض المحتوى السياسي. فبعد فترة من تقليل التركيز على هذا النوع من المحتوى، يبدو أن ميتا تتجه نحو استراتيجية جديدة تسمح بعودة المحتوى السياسي بشكل أكبر، ولكن ضمن ضوابط جديدة. هذا التغيير يُثير تساؤلات حول دوافع ميتا وتأثير ذلك على المستخدمين والمشهد السياسي بشكل عام.

الخلفية: تقليل ظهور المحتوى السياسي

في وقت سابق، اتخذت ميتا قرارًا بتقليل ظهور المحتوى السياسي للمستخدمين على إنستاجرام وثردز. كان الهدف المعلن هو تحسين تجربة المستخدم وتقليل التفاعل مع المحتوى الذي يُمكن أن يُثير الجدل أو يُؤدي إلى الاستقطاب، والتركيز بدلًا من ذلك على المحتوى الشخصي والاجتماعي. اعتمدت ميتا على خوارزميات لتحديد ما يُعتبر "محتوى سياسيًا" وتقليل انتشاره.

التغيير الجديد: عودة مُنظمة للمحتوى السياسي

يبدو أن ميتا قد عدّلت من استراتيجيتها. فبدلًا من الحظر الكامل أو التقليل الشديد، تتجه الشركة نحو السماح بعرض المحتوى السياسي، ولكن مع بعض الضوابط:

  • الاختيارية: سيظل المستخدمون قادرين على اختيار ما إذا كانوا يرغبون في رؤية المحتوى السياسي أم لا من خلال إعدادات التطبيق. هذا يُعطي المستخدمين تحكمًا أكبر في تجربتهم ويُمكنهم من تخصيص المحتوى الذي يرونه.
  • التركيز على الحسابات التي يُتابعها المستخدم: سيتم إعطاء الأولوية لعرض المحتوى السياسي من الحسابات التي يختار المستخدم مُتابعتها. هذا يعني أنك سترى بشكل أساسي آراء وتوجهات الأشخاص والمؤسسات التي تهتم بها بالفعل.
  • الحد من التوصيات: لن تُوصي الخوارزميات بشكل استباقي بالمحتوى السياسي من حسابات لا تُتابعها، مما يُقلل من احتمالية التعرض لمحتوى غير مرغوب فيه أو مُثير للجدل بشكل كبير.

دوافع ميتا وراء هذا التغيير:

هناك عدة عوامل يُمكن أن تكون قد دفعت ميتا إلى تغيير استراتيجيتها:

  • انتقادات المستخدمين: واجهت ميتا انتقادات من بعض المستخدمين الذين اعتبروا أن تقييد المحتوى السياسي يُؤثر على حرية التعبير والمشاركة السياسية.
  • الانتخابات القادمة: مع اقتراب الانتخابات في العديد من البلدان، قد تكون ميتا حريصة على تجنب اتهامات بالتأثير على نتائج الانتخابات من خلال تقييد المحتوى السياسي.
  • الحفاظ على التفاعل: قد تكون ميتا قد لاحظت انخفاضًا في تفاعل المستخدمين بسبب تقليل المحتوى السياسي، حيث يُعتبر هذا النوع من المحتوى مُحفزًا للنقاش والتفاعل.

تأثير هذا التغيير على المستخدمين والمشهد السياسي:

  • زيادة الوعي السياسي: قد يُساهم هذا التغيير في زيادة الوعي السياسي بين المستخدمين، حيث سيتمكنون من الوصول إلى المزيد من المعلومات والآراء حول القضايا السياسية.
  • تعزيز النقاش العام: قد يُؤدي ذلك إلى تعزيز النقاش العام حول القضايا السياسية، ولكن مع احتمالية زيادة الاستقطاب والجدل.
  • تأثير محدود على الانتخابات: من المُرجح أن يكون تأثير هذا التغيير على نتائج الانتخابات محدودًا، حيث سيظل المستخدمون قادرين على اختيار ما يرونه من محتوى.

الخلاصة:

يُمثل تغيير استراتيجية ميتا فيما يتعلق بالمحتوى السياسي على إنستاجرام وثردز تحولًا مهمًا يُعيد هذا النوع من المحتوى إلى الواجهة بشكل مُنظم. يُمكن أن يُساهم هذا التغيير في زيادة الوعي السياسي وتعزيز النقاش العام، ولكن مع ضرورة الانتباه إلى احتمالية زيادة الاستقطاب. من المهم أن يُراقب المستخدمون هذه التغييرات وأن يُعبّروا عن آرائهم حولها.

تعليقات