إنجاز طبي تاريخي! الطبيب المصري #مجدي_يعقوب يبتكر صماماً حيوياً للقلب ينمو داخل الجسم: نهاية محتملة للعمليات الجراحية المتكررة

يُسجل التاريخ إنجازًا طبيًا جديدًا يُضاف إلى رصيد العالم المصري القدير السير مجدي يعقوب وفريقه، حيث تم ابتكار صمام قلب حيوي ينمو داخل جسم المريض، ما يُبشر بنهاية محتملة لمعاناة مرضى القلب، وخاصةً الأطفال الذين يضطرون للخضوع لعمليات جراحية متكررة لاستبدال الصمامات. هذا الإنجاز يُعد ثورة حقيقية في عالم جراحة القلب، ويفتح آفاقًا جديدة لعلاج أمراض القلب الخلقية والمكتسبة.

كيف ينمو الصمام الحيوي داخل الجسم؟

يعتمد الابتكار على استخدام "هيكل داعم" مؤقت مصنوع من ألياف خاصة قابلة للتحلل الحيوي. يُزرع هذا الهيكل في القلب، ويعمل كقالب أو "سقالة" لخلايا الجسم. بمرور الوقت، تبدأ خلايا المريض بالنمو والتكاثر حول هذا الهيكل، مُشكلةً نسيجًا حيويًا يُشبه تمامًا صمام القلب الطبيعي.

تتضمن العملية المراحل التالية:

  1. الزراعة: يُزرع الهيكل الداعم المؤقت في موقع الصمام التالف في القلب.
  2. التكامل الخلوي: تبدأ خلايا الجسم، بما في ذلك الخلايا العصبية والدهنية، بالنمو والتكامل مع الهيكل الداعم خلال أسابيع قليلة (أظهرت الدراسات وجود أكثر من 20 نوعًا من الخلايا بعد 4 أسابيع من الزراعة).
  3. تشكيل النسيج الحيوي: خلال فترة تتراوح بين 6 أشهر إلى عامين، يتحول الهيكل بالكامل إلى نسيج حيوي طبيعي يُشبه صمام القلب.
  4. التحلل الحيوي: بعد اكتمال تشكيل النسيج الحيوي، يتحلل الهيكل الداعم بشكل طبيعي، تاركًا وراءه صمامًا حيويًا يعمل بكفاءة وينمو مع جسم المريض.

ما الذي يُميز هذا الابتكار عن الصمامات التقليدية؟

تُواجه الصمامات التقليدية، سواء كانت ميكانيكية أو حيوية (مأخوذة من أنسجة حيوانية أو بشرية)، بعض التحديات:

  • محدودية العمر الافتراضي: تحتاج الصمامات التقليدية إلى الاستبدال بعد فترة زمنية مُعينة، مما يتطلب عمليات جراحية مُتكررة.
  • رفض الجهاز المناعي: قد يرفض الجسم الصمام المزروع، مما يُسبب مضاعفات خطيرة.
  • الحاجة إلى أدوية مُثبطة للمناعة: يحتاج المرضى الذين يتلقون صمامات تقليدية إلى تناول أدوية مُثبطة للمناعة مدى الحياة لمنع رفض الجسم للصمام.

أما الصمام الحيوي الجديد، فيتغلب على هذه المشكلات لأنه:

  • ينمو مع الجسم: ينمو الصمام مع نمو جسم المريض، ما يجعله مثاليًا للأطفال الذين يحتاجون إلى عمليات استبدال مُتكررة مع تقدمهم في العمر.
  • يتكون من أنسجة المريض نفسه: يُقلل ذلك بشكل كبير من احتمالية رفض الجسم للصمام، ما يُغني المريض عن تناول أدوية مُثبطة للمناعة.
  • يدوم مدى الحياة (مُحتملًا): من المُتوقع أن يدوم الصمام الحيوي مدى حياة المريض، ما يُلغي الحاجة إلى عمليات جراحية مُتكررة.

الأهمية الطبية والإنسانية لهذا الإنجاز:

يُعتبر هذا الابتكار بمثابة طوق نجاة للعديد من مرضى القلب، وخاصةً الأطفال الذين يُولدون بعيوب خَلقية في القلب. يُقلل هذا الابتكار من عدد العمليات الجراحية المُعقدة التي يخضع لها المرضى، ويُحسن من جودة حياتهم بشكل كبير.

التجارب السريرية والمستقبل:

أُجريت دراسات ناجحة على هذا الابتكار، وأظهرت نتائج واعدة. من المُتوقع أن تبدأ التجارب السريرية على البشر، بما في ذلك الأطفال، قريبًا. إذا نجحت هذه التجارب، فسيكون هذا الابتكار مُتاحًا للمرضى في المستقبل القريب، ليُحدث ثورة حقيقية في علاج أمراض القلب.

يُذكر أن هذا الإنجاز العلمي يقوده السير مجدي يعقوب وفريق بحثي في مستشفى هاريفيلد Harefield، بالتعاون مع شركة Heart Biotech.

الخلاصة:

يُمثل ابتكار الصمام الحيوي الذي ينمو داخل الجسم إنجازًا طبيًا تاريخيًا يُبشر بمستقبل واعد لعلاج أمراض القلب. يُقلل هذا الابتكار من معاناة المرضى، ويُحسن جودة حياتهم، ويُؤكد على أهمية البحث العلمي والابتكار في مجال الطب.

تعليقات